إن للبكاء فضائل وأجور عظيمة , أعدها الله لمن دمعت عيناه من خشيته , ووجل قلبه من مراقبته سبحانه , ومنها :
,, فضل من بكى من خشية الله : حدثنا الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ بعبادة الله ورجل كان قلبه معلقا بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وتفرقا ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )
,, أن الباكى لاتمس عينه النار : قال النبى صلي الله عليه وسلم :
( عينان لا تمسهما النارُ : عين بكت من خشية الله , وعين باتت تحرسُ في سبيل الله )
,, أن الباكى من خشية الله لا يدخل النار :حدثنا هناد حدثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم ),, أن الباكى من خشية الله لا ترى عينهُ النار : قال النبى صلى الله علية وسلم :
( ثلاثة لاترى أعينهم النار : عين حرست في سبيل الله , وعين بكت من خشية الله , وعين كفت عن محارم الله ),, أن الدمعة الخاشعة يُحبها الله :حدثنا زياد بن أيوب حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا الوليد بن جميل الفلسطيني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة من دموع في خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله )
,, أن البكاء من خشية الله هو النجاة : عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال :
( أمسك عليك لسانك , وليسعك بيتك , وابكِ على خطيئتك ),, حاله صلي الله علية وسلم مع البكاء من خشية الله : عن مطرف عن أبيه قال :
( رأيت رسول الله صلي الله علية وسلم يصلي ولصدره أزيزٌ كأزيز الرحا من البكاء )أى كصوت الرحا
,, حال السلف الصالح رضى الله عنهم مع البكاء من خشية الله
قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه :
من استطاع ان يبكى فليبك , ومن لم يستطع فليتباكَ
وخطب أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أهل البصرة فقال :
أيها الناس , ابكوا , فإن لم تبكوا فتباكوا , فإن أهل النار يبكون الدموع حتى لو أرسلت فيها السفن لجرت .
وكان عمر رضي الله عنه إذا قرأ :
(( ألم يأن للذين ءامنوآ أن تخشع قلوبهم لذكر الله )) يبكى حتى يغلبهُ البكاء .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : أبكاني ثلاث :
هول المطلع , وانقطاع المل , وموقفى بين يدي الله , لا أدري أيومر بي إلى الجنة , أم إلى النار .
وشكا رجلٌ إلى أم الدرداء القساوة من قلبه , فقاً وجلاً من عظمته فيرحمك , إذاً فابكِ وتباكى , فإن لم تستطع فابكِ علي قسوة قلبك .
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
